أشراف وسادة الونشريس وبني بوعتاب
قال الله تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } سورة الأحزاب الأية 33

زائرنا الكريم نرحب بكم في منتديات أشراف الونشريس و بني بوعتاب و ندعوك للإنضمام إلينا و التواصل معنا لما فيه الخير و الفلاح لهذا الدين
أشراف وسادة الونشريس وبني بوعتاب
قال الله تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } سورة الأحزاب الأية 33

زائرنا الكريم نرحب بكم في منتديات أشراف الونشريس و بني بوعتاب و ندعوك للإنضمام إلينا و التواصل معنا لما فيه الخير و الفلاح لهذا الدين
أشراف وسادة الونشريس وبني بوعتاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أشراف وسادة الونشريس و بني وبوعتاب
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
قال صهر النبي صلى الله عليه وسلم وخليله سيد الاشراف علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه ***** صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها*** تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ *** وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً *** نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ *** وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ***عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ*** يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ***ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ *** وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ ***إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ ***جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ *** وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ *** فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم *** وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ
السلام عليكم أخواني الزوار.... نرحب بكم في منتديات أشراف الونشريس و بني بوعتاب الموقع الرسمي لأل البيت بمنطقة الونشريس وضواحيه، الموقع الذي يلم بجميع شؤون أشراف هذه المنطقة ....... نحن ننتظر منكم كل الإقتراحات و الإنتقدات التي من شأنها جمع شمل كل العائلات و الأنساب التي تنحدر من نسل سيدي الطاهر الشريف.....

 

 فتاوى ومقالات حول الأضرحة والأولياء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد بن القصور




عدد المساهمات : 195
تاريخ التسجيل : 10/10/2015

فتاوى ومقالات حول الأضرحة والأولياء Empty
مُساهمةموضوع: فتاوى ومقالات حول الأضرحة والأولياء   فتاوى ومقالات حول الأضرحة والأولياء Emptyالثلاثاء أكتوبر 27, 2015 3:36 pm


السؤال إلى دار الإفتاء المصرية :
انتشر في الآونة الأخيرة أصوات تدعو إلى هدم الأضرحة في المساجد، وهذه الأصوات تتخذ حججًا متعددة لتنفيذ مآربها، منها توسعة المساجد التي بها هذه الأضرحة بما يتطلب إزالتها، ومنها أن الصلاة فيها حرام وباطلة، وغير ذلك، فما حكم الشرع في ذلك؟ وهل يجوز للمسلم السكوت على ذلك؟.
الجواب
من المقرر شرعًا أن مكان القبر إما أن يكون مملوكًا لصاحبه قبل موته، أو موقوفًا عليه بعده، وشرط الواقف كنصِّ الشارع؛ فلا يجوز أن يتخذ هذا المكان لأي غرض آخر، وقد حرم الإسلام انتهاك حرمة الأموات؛ فلا يجوز التعرض لقبورهم بالنبش؛ لأن حرمة المسلم ميتًا كحرمته حيًّا، فإذا كان صاحب القبر من أولياء الله تعالى الصالحين فإن الاعتداء عليه بنبش قبره أو إزالته تكون أشد حرمة وأعظم جرمًا؛ فإن إكرام أولياء الله تعالى ومعرفة حقهم أحياءً وأمواتًا من أقرب القربات وأرجى الطاعات قبولاً عند رب البريات، وقبورهم روضات من رياض الجنة، ويجب على المسلمين أن يأخذوا على يد من تسول له نفسه انتهاك حرمة الأموات، وبخاصة أولياء الله الصالحين من أهل البيت وغيرهم، فإنهم موضع نظر الله تعالى، ومن نالهم بسوء أو أذى فقد تعرض لحزب الله عز وجل، كما جاء في الحديث القدسي:
(من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب) [رواه البخاري من حديث أبى هريرة (رضي الله عنه)].
وأما ما يثار من أن الصلاة في المساجد التي بها أضرحة الأولياء والصالحين هي صلاة باطلة فقول مبتدع لا سند له، بل الصلاة في هذه المساجد صحيحة ومشروعة، بل إنها تصل إلى درجة الاستحباب، وذلك بالأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة وفعل المسلمين سلفًا وخلفًا.
وبناء على ذلك: فإن إزالة الأضرحة من المساجد أو نقل رفاتها إلى أماكن أخرى- تحت أي دعوى، حتى لو كانت توسعة المسجد وتجديده- هو أمر محرم شرعًا؛ لما فيه من الاعتداء السافر على حرمة الأموات، وسوء الأدب مع أولياء الله الصالحين، وهم الذين توعد الله من آذاهم بأنه قد آذنهم بالحرب، وقد أمرنا بتوقيرهم وإجلالهم أحياء وأمواتًا، ولا يجوز التوصل إلى فعل الخير بالباطل، ومن أراد توسعة مسجد أو تجديده فيجب عليه شرعًا أن يُبْقِىَ الضريح الذي فيه في مكانه حتى لو أصبح وسط المسجد، أو يُتْرَك المسجد كما هو حتى يقيض الله تعالى له من يتولى توسعته من عباده المخلصين الذين يعرفون لأوليائه قدرهم وحرمتهم، وينأون بأنفسهم عن التعدي على أضرحة الصالحين، لتتحقق إقامة المساجد على تقوى من الله تعالى ورضوان.
ودار الإفتاء المصرية تهيب بعموم المسلمين إلى التصدي لهذه الدعوات الهدامة التي ما تفتأ ترفع عقيرتها بين الفينة والأخرى زاعمة أن قبور الصالحين التي بنى المسلمون المساجد عليها شرقًا وغربًا سلفًا وخلفًا- بدءًا بنبيها (صلى الله عليه) في روضته الشريفة بالمدينة المنورة، ومرورًا بالصحابة وآل البيت الكرام كسيدنا أبى بصير في جدة البحر، والإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفسية بأرض مصر، والأئمة المتبوعين كالشافعي والليث بن سعد بمصر، وأبى حنيفة وأحمد ببغداد، وأبى الحسن الشاذلي بمصر، وعلماء الأمة ومحدثيها كالإمام البخاري في بخارى، وابن هشام الأنصاري والعيني والقسطلاني وسيدي أحمد الدردير في مصر، وغيرهم ممن يضيق المقام عن حصرهم- هي من شعائر الشرك وأعمال المشركين، وأن المسلمين إذ فعلوا ذلك فقد صاروا مشركين بربهم سبحانه، ويجعلون التوسل بالأنبياء والصالحين وتعظيم أماكنهم وزيارة أضرحتهم- مما أطبقت عليه الأمة وعلماؤها جيلاً إثر جيل- ضربًا من ضروب الوثنية والشرك، غير عابئين بتراث الأمة ومجدها وحضارتها، فلا يعود المسلم يحس بمجد تاريخي ولا علمي ولا ثقافي ينتسب إليه، ولا يعود يرى سلفه إلا شذاذ آفاق مضللين يعبدون غير الله ويشركون به من غير أن يشعروا، فينهار المسلم أمام نفسه ويصغر في عين ذاته؛ وذلك كله جريًّا منهم وراء فهم سقيم لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي وردت في المشركين الذين يعبدون غير الله، لا في المسلمين الموحدين الذين يحبون الله ورسوله (صلى الله عليه) وأولياء الله الصالحين ويكرمونهم أحياء وأمواتًا، وهذه كلها دعاوى الخوارج؛ يعمدون إلى الآيات التي نزلت في المشركين فيجعلونها في المسلمين، كما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) في وصف الخوارج تعليقًا، ووصله الطبري في تهذيب الآثار بسند صحيح.
فعلى المسلمين أن يأخذوا على تلك الأيدي الآثمة التي لا تريد أن تعرف لقبور الصالحين حرمة، ولا أن ترقب في أولياء الأمة إلاَّ ولا ذمة.
جماعات سلفية تهدد بهدم أضرحة الأولياء الصالحين في مصر
المفتي هاجمهم في خطبة الجمعة.. والأزهر أكد تجريمه

الشيخ علي جمعة

القاهرة: وليد عبد الرحمن
جرم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر اعتداء بعض الجماعات السلفية على أضرحة الصالحين وقبورهم. وشن الدكتور علي جمعة، مفتي مصر، هجوما حادا على المعتدين على الأضرحة، واصفا إياهم بالأوغاد والخبثاء، بينما دعت الطرق الصوفية إلى مظاهرة مليونية الثلاثاء المقبل احتجاجا على هدم ما يزيد على مائة ضريح.
وكانت جماعات سلفية، في مختلف محافظات مصر، قد استغلت ملابسات رافقت قيام ثورة «25 يناير»، خاصة انسحاب الأمن من الشارع، وشنت حملة منظمة لهدم أضرحة أولياء الله الصالحين، وهددت بهدم مسجدي الحسين والسيدة نفسية بالقاهرة، باعتبارهما «شركا بالله، وأن المصلين في مثل هذه المساجد يقعون في الشرك».
وأصدر مجمع البحوث الإسلامية، برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بيانا، أول من أمس، أكد فيه تجريم وتحريم هدم الأضرحة الذي يهدد البلاد والعباد ويضعهم في فتنة لا يعلم مداها إلا الله.
وقال المجمع: «هذه التصرفات محرمة شرعا وعرفا وقانونا»، مناشدا المسؤولين التصدي لهؤلاء المعتدين، وعدم تمكينهم من تحقيق أهدافهم.
وشن مفتي مصر هجوما حادا على المعتدين على الأضرحة، واصفا إياهم بالأوغاد والخبثاء، قائلا في خطبة الجمعة أمس من الجامع الأزهر: «إن النبي، صلى الله عليه وسلم، حينما قال في حديثه، الذي يستدل به البعض على حرمة القبور في المساجد: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد من دون الله)، لم يفهم هؤلاء عن النبي كلامه؛ لأن المسجد هو الذي يتخذه الساجد وجهة له، أما المسلمون فلا يتخذون قبور أوليائهم وجهة يسجدون لها».
ووصف المفتي المطالبين بهدم الأضرحة من السلفيين بأنهم ليسوا علماء، مطالبا من يتبعهم بالبحث عن شيوخهم وكتبهم التي قرأوها والعلم المغشوش الذي تعلموه والمعلومات الفاسدة التي تلقوها.
شن فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، هجوماً حاداً على من قاموا بهدم بعض الأضرحة فى عدد من محافظات الجمهورية،مشيراً إلى أن "أفعالهم خروج على الدين والعقل والإنسانية.

واحتد مفتى الجمهورية عند روايته عن مناقشة بينه وبين عدد ممن يرون أن الأضرحة وثن، حيث قال لهم إن النبى ترك 360 صنماً فى الكعبة ولم يقم بهدمها، رغم مقدرته على ذلك، وإن مسجد النبى يشتمل على قبره وقبر أبى بكر وعمر بن الخطاب، ورد علي دعوة هدم ضريح الحسين، وهو ما جعل المفتى ينفعل، قائلاً: "اخرس أيها اللئيم، أيها الوغد الخبيث، قطع الله رجلك ويدك ورقبتك أيها الزنيم، حسبنا الله ونعم الوكيل"، فردد جميع المصلين وراءه فى مشهد اهتزت له جدران الجامع الأزهر.

وأضاف مفتى الجمهورية خلال خطبته فى جامع الأزهر اليوم، أن هؤلاء يستدلون بحديث لم يفهموا معناه، وهو "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد من دون الله"، فهم لم يفهموا أن المسجد هو الذى يتخذه الساجد وجهة له، أما المسلمون فلا يتخذون قبور أوليائهم وجهة يسجدون لها، مستدلاً بحديث آخر للرسول "اللهم لا تجعل قبرى وثناً يعبد"، مؤكداً أنه بذلك الدعاء عصمة لأمة الإسلام من عبادة القبور، كما فعلت بعض الأمم السابقة التى اتخذت قبور أوليائها مسجداً.
ووصف الدكتور على جمعة من يريدون هدم قبور أولياء الله الصالحين بأنه تطرف وعمى قلب، مشيراً إلى أن مجمع البحوث الإسلامية أصدر أمس بياناً، أكد فيه على تجريم وتحريم هدم الأضرحة، الذى يهدد البلاد والعباد ويضعهم فى فتنة لا يعلم مداها إلا الله.

وأكد مفتى الجمهورية، أن هؤلاء بالرغم من حفظهم للقرآن الكريم والسنة،، إلا أنهم ليسوا علماء وعلمهم مغشوش، مستدلاً بحديث ذكر فيه كلمة قطع الأذن فى إشارة إلى حادثة قنا، إلى أن تلك الكلمة لم تكن من الحديث، قائلاً: إن أخوف ما أخافه عليكم رجلاً من أمتى قرأ القرآن حتى إذا رويت عليه بهجته مال على جاره بسيفه (فقطع أذنه)، وقال له أشركت، فقال له الصحابة يا رسول الله أيهما أحق بها الرامى أم المرمى، قال لهم الرسول بل الرامى".

وأضاف مفتى الجمهورية، أن الرسول قال لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، إذا رأيتم خلافاً فعليكم بالسواد الأعظم ومن شذ شذا فى النار.. لا تجتمع أمتى على ضلالة.. ما راءه المسلمون حسن فهو عند الله حسن لأن الإسلام لكل زمان ومكان يخاطب كل البشر، لذلك قال من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين، ومن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم الدين، فأمرنا أن نوسع على العالمين وأن يدخل الإسلام فى كل البلاد وفى كل العصور، والأزهر الشريف الذى نفتخر به هو حصن أهل السنة والجماعة، وهو الذى علم العالمين والناس أجمعين فى المشرق والمغرب.

وأضاف: افتقد بعض الناس هذا المذهب الوسطى مذهب الأزهر العلمى لأن الله أعلى من شأن العلم فبدأ وحيه بـ"اقرأ باسم ربك الذى خلق"، فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، الأزهر علم وتعلم ووضع منهج دقيق للعلم يتلاقى فيه الطالب عن شيخه عقيدة وشريعة وأخلاق ويدرس العلوم التى تساعده على الإدراك، مضيفاً: افتقد بعض الناس هذا العلم وجلسوا يتلقون العلم على سرائرهم فى بيوتهم من غير شيخ ووقفوا عند الظاهر ولم يدركوا حقائق الأشياء وحقائق الأحكام ووقفوا عند الجزئى ولم يدركوا الكلى وقدموا الخاص على العام ومصلحتهم على مصلحة الأمة، فمنهج الأزهر وشيوخه بنى على الرحمة، فثبتوا منهجهم على الرفق وقبلوا التعددية فرأينا المالكية والأحناف والشافعية الحنابلة يأكلون سويا ويعيشون سويا، علمونا فى الأزهر ألا نحزن على المفقود وألا نفرح على الموجود وألا نتكلم قبل أن نتعلم، ومنهج الأزهر بعيد عن الغلو، لأنهم سمعوا الرسول وهو ينهى عن الغلو فاتبعوه وأحبوه وأهل بيته والأولياء الصالحين.

وأضاف مفتى الجمهورية، أنه يجب أن نتكاتف جميعاً وراء شيخ الإسلام، شيخ الأزهر، إمام أئمة المسلمين العالم الربانى الصمدانى الشيخ أحمد الطيب ومن وراءه جيش من العلماء، فمصر محفوظة بصلواتهم ودعائهم فادعوا فى صلواتكم لهذا الإمام وادعوا لمصر بالأمن والآمان.
نقابة الأشراف تستنكر الاعتداء الأثيم على الأضرحة بليبيا.. وتحذر من آثاره
أ ش أ نشر في الوطن يوم 27 - 08 - 2012

استنكرت نقابة الأشراف في مصر الاعتداء الأثيم على ضريح سيدي الإمام العارف عبد السلام الأسمر الحسني المالكي، سليل بيت النبوة، وفرع الدوحة الشريفة الطاهرة لسيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء، واصفة إياه ب"الأفعال الشيطانية والممارسات التخريبية".
وأدانت النقابة، برئاسة محمود الشريف نقيب الأشراف، في بيان لها اليوم الاثنين، ما فعله أولئك المجرمون الخوارج من التعرض بالهدم لضريح سيدي الإمام العارف أحمد زروق المالكي بمصراتة، مشيرة إلى أن من يتعرض لأولياء الله الصالحين بالسوء أو الأذى فقد تعرض لحرب الله عز وجل، كما جاء في الحديث القدسي "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب".
وطالبت النقابة بوقف هذه الحرب التي شنها هؤلاء السفلة على أولياء الله الصالحين وآل بيت سيد المرسلين، وقطع دابرهم واستئصال شأفتهم وذهاب باطلهم، محذرة من أن الوقيعة في الأولياء وانتهاك حرماتهم علامة الخذلان وبداية الخسران.
يذكر أن نقابة الأشراف تضم كل المنتسبين رسميا إلى الرسول (ص)، وهي نقابة مسجلة بالتضامن الاجتماعي، وتضم الملايين في مصر والخارج.
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا يجوز هدم الأضرحة وخاصة أذا كانت لأحد الصالحين ، وأشارت أمانة الفتوى إلى أن من يفعل ذلك ينتهك حرمة الموتى ، وحرمة المسلم ميتاً كحرمته حياً ، كما أن الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة صلاة صحيحة ومشروعة ، بل أنها تصل لدرجة الإستحباب .
جاء ذلك فى رد دار الإفتاء على سؤال حول حكم هدم الأضرحة فى ليبيا ، وتحريم الصلاة فى المساجد التى يوجد بها أضرحة ، حيث جاء السؤال :
يقوم بعض الناس في ليبيا ممن ينتمون إلى فكر النابتة -المُلصَق بالسلف الصالح ظلمًا وزورًا وبهتانًا- بهدم قباب الأولياء والعلماء والصالحين والشهداء، ونبش قبورهم بالأيدي والفؤوس والكتربيلات الكبيرة، كل هذه الأفعال يفعلونها في جنح الليل دون علم أحد، وقد نسبنا هذا الفعل لمعتنقي فكر النابتة لأنهم الوحيدون في البلد الذين ينشرون هذا الفكر بين الناس ويقولون إن بناء الأضرحة وقباب الصالحين والأولياء كفر وضلال، وحرموا بناء المساجد عليها والصلاة في تلك المساجد، وجعلوا ذلك بدعة وضلالًا.
علمًا بأن بعض هذه القبور ينسب للصحابة الكرام رضي الله عنهم، ولعلماء كبار في مجال الدعوة إلى الله، ولمرابطين على الثغور، ولشهداء استشهدوا في قتالهم للإيطاليين.
بالإضافة إلى نبشهم لقبور بناؤها محميٌّ مِن قِبَل الآثار؛ لاسيما وأكثرُها يزيد عمره عن الخمسمائة سنة، وأكثرها لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكله موثق بالصور على صفحات الإنترنت.
نرجو فتواكم بالخصوص؛ لاسيما وهم يشيعون بين العوام أنهم يهدمون الكفر والضلال.
حرمة المسلم ميتًا كحرمته حيًّا
أجابت أمانة الفتوى بدار الإفتاء على هذا الموضوع الهام وقالت :
حرم الإسلام انتهاك حرمة الأموات؛ فلا يجوز التعرض لقبورهم بالنبش؛ لأن حرمة المسلم ميتًا كحرمته حيًّا، فإذا كان صاحب القبر من أولياء الله الصالحين فإن الاعتداء عليه بنبش قبره أو إزالته أشد حرمة وأعظم جُرْمًا؛ فإنهم موضع نظر الله تعالى، ومن نالهم بسوء أو أذى فقد تعرض لحرب الله عز وجل، كما جاء في الحديث القدسي: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ومن المقرر شرعا أن مكان القبر إما أن يكون مملوكا لصاحبه قبل موته، أو موقوفا عليه بعده، وشرط الواقف كنص الشارع؛ فلا يجوز أن ينبش هذا القبر أو يزال ما عليه من البناء أو يُتَّخَذَ مكانُه لأي غرض آخر.
وأما ما يثار مِن أن الصلاة في المساجد التي بها أضرحة الأولياء والصالحين هي صلاة باطلة فقولٌ مبتدَع لا سَنَد له، بل الصلاة في هذه المساجد صحيحة ومشروعة، بل إنها تصل إلى درجة الاستحباب، وذلك بالأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسُّنَّة وفعل المسلمين سلفًا وخلفًا، والقول بتحريمها أو بطلانها قولٌ باطل لا يُلتَفَتُ إليه ولا يُعَوَّلُ عليه.

- فمن أدلة القرآن الكريم: قوله تعالى: ﴿فقالوا ابنُوا عليهم بُنيانًا رَبُّهم أَعلَمُ بهم قال الذين غَلَبُوا على أَمرِهم لَنَتَّخِذَنَّ عليهم مَسجِدًا﴾ [الكهف: 21].
وسياق الآية يدل على أن القول الأول هو قول المشركين، وأن القول الثاني هو قول الموحِّدين، وقد حكى الله تعالى القولين دون إنكار؛ فدل ذلك على إمضاء الشريعة لهما، بل إن سياق قول الموحدين يفيد المدح؛ بدليل المقابلة بينه وبين قول المشركين المحفوف بالتشكيك.
بينما جاء قول الموحدين قاطعًا وأن مرادهم ليس مجرد البناء بل المطلوب إنما هو المسجد.
قال الإمام الرازي في تفسير قوله تعالى: ﴿لَنَتَّخِذَنَّ عليهم مَسجِدًا﴾: [نعبد الله فيه، ونستبقي آثار أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد] اهـ.
اتخاذ المساجد على قبور الصالحين

وقال العلامة الشهاب الخفاجي في "حاشيته على تفسير البيضاوي": [في هذه دليل على اتخاذ المساجد على قبور الصالحين] اهـ.
- ومن السُّنّة النبوية الشريفة: حديث أبي بصير رضي الله عنه، الذي رواه عبد الرزاق عن مَعمَر، وابن إسحاق في "السيرة"، وموسى بن عُقبة في "مغازيه" ، وهي أصح المغازي كما يقول الإمام مالك والشافعي وأحمد رضي الله عنهم-:
ثلاثتهم عن الزُّهرِي، عن عُروة بن الزُّبَير، عن المِسوَر بن مَخرَمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهم: أن أبا جَندَلِ بن سُهَيل بن عمرو دفن أبا بَصِير رضي الله عنه لَمّا مات وبنى على قبره مسجدًا "بسِيف البحر"، وذلك بمحضر ثلاثمائة من الصحابة.
وهذا إسناد صحيح؛ كله أئمة ثقات، ومثل هذا الفعل لا يخفى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ذلك فلم يَرِد أنه صلى الله عليه وآله وسلم أمر بإخراج القبر من المسجد أو نبشه.
كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «في مسجد الخَيفِ قَبرُ سبعين نبيًّا». أخرجه البزار والطبراني في المعجم الكبير، وقال الحافظ ابن حجر في "مختصر زوائد البزار": هو إسناد صحيح.
وقد ثبت في الآثار أن سيدنا إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر رضي الله عنها قد دُفِنا في الحِجر من البيت الحرام، وهذا هو الذي ذكره ثقات المؤرخين واعتمده علماء السِّيَر: كابن إسحاق في "السيرة"، وابن جرير الطبري في "تاريخه"، والسهيلي في "الروض الأنف"، وابن الجوزي في "المنتظم"، وابن الأثير في "الكامل"، والذهبي في "تاريخ الإسلام"، وابن كثير في "البداية والنهاية"، وغيرهم من مؤرخي الإسلام، وأقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك ولم يأمر بنبش هذه القبور وإخراجها من مسجد الخيف أو من المسجد الحرام.
أين يدفن الأنبياء ؟
- وأما فعل الصحابة: فقد حكاه الإمام مالك في "الموطأ" بلاغًا صحيحًا عندما ذكر اختلاف الصحابة في مكان دفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: [فقال ناسٌ: يُدفَنُ عندَ المِنبَرِ، وقال آخَرُونَ: يُدفَنُ بالبَقِيعِ، فجاءَ أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه فقال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وآله وسلم يقولُ: «ما دُفِنَ نَبِيٌّ قَطُّ إلاّ في مَكانِه الذي تُوُفِّيَ فيه»، فحُفِرَ له فيه] اهـ، والمنبر من المسجد قطعًا، ولم ينكر أحد من الصحابة هذا الاقتراح، وإنما عدل عنه أبو بكر تطبيقًا لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يُدفَن حيث قُبِضَت روحه الشريفة - صلى الله عليه وآله وسلم؛ فدُفِن في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها المتصلة بالمسجد الذي يصلي فيه المسلمون، وهذا هو نفس وضع المساجد المتصلة بحجرات أضرحة الأولياء والصالحين في زماننا.
وأما دعوى الخصوصية في ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهي غير صحيحة؛ لأنها دعوى لا دليل عليها، بل هي باطلة قطعًا بدَفنِ سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما في هذه الحجرة التي كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تعيش فيها وتصلِّي فيها صلواتها المفروضة والمندوبة؛ فكان ذلك إجماعًا من الصحابة رضي الله عنهم على جوازه.
- ومن إجماع الأمة الفعلي وإقرار علمائها لذلك: صلاة المسلمين سلَفًا وخَلَفًا في مسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمساجد التي بها أضرحة من غير نكير، وإقرار العلماء من لدن الفقهاء السبعة بالمدينة المنورة الذين وافقوا على إدخال الحجرة النبوية الشريفة إلى المسجد النبوي سنة ثمان وثمانين للهجرة؛ وذلك بأمر الوليد بن عبد الملك لعامله على المدينة حينئذٍ عمر بن عبد العزيز رحمه الله، ولم يعترض منهم إلا سعيد بن المُسَيّب، لا لأنه يرى حرمة الصلاة في المساجد التي بها قبور، بل لأنه كان يريد أن تبقى حجرات النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما هي يطلع عليها المسلمون حتى يزهدوا في الدنيا ويعلموا كيف كان يعيش نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم.
معنى اتخاذ القبور مساجد
وأما حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ والنَّصارى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيائِهم مَساجِدَ» .
فالمساجد: جمع مَسجِد، والمسجد في اللغة: مصدر ميمي يصلح للدلالة على الزمان والمكان والحدث، ومعنى اتخاذ القبور مساجد: السجود لها على وجه تعظيمها وعبادتها كما يسجد المشركون للأصنام والأوثان -كما فسّرَته الرواية الصحيحة الأخرى للحديث عند ابن سعد في "الطبقات الكبرى" عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ: «اللهم لا تجعل قبري وثنًا؛ لعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، فجملة «لعن الله قومًا..» بيانٌ لمعنى جَعل القبر وثنًا، والمعنى: اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُسجَدُ له ويُعبَد كما سجد قوم لقبور أنبيائهم.
قال الإمام البيضاوي: [لما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور أنبيائهم؛ تعظيمًا لشأنهم، ويجعلونها قبلة، ويتوجهون في الصلاة نحوها، واتخذوها أوثانًا، لعنهم الله ومنع المسلمين عن مثل ذلك ونهاهم عنه، أما من اتخذ مسجدًا بجوار صالِحٍ أو صلّى في مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه ووصول أثر من آثار عبادته إليه -لا التعظيم له والتوجه- فلا حرج عليه؛ ألا ترى أن مدفن إسماعيل في المسجد الحرام ثم الحطيم، ثم إن ذلك المسجد أفضل مكان يتحرى المصلي بصلاته، والنهي عن الصلاة في المقابر مختص بالمنبوشة؛ لِما فيها من النجاسة] اهـ.
حكم إزالة الأضرحة
وعليه: فإن إزالة أي ضريح من مكانه أو من المسجد المدفون فيه وخاصة قبور الأولياء والصالحين والشهداء والعلماء ومحو معالمه بتسويته وهدم ما فوقه -تحت أي دعوى- هو أمر محرم شرعًا، بل هي كبيرة من كبائر الذنوب؛ لما في ذلك من الاعتداء السافر على حرمة الأموات، وسوء الأدب مع أولياء الله الصالحين، وهم الذين توعد الله مَن آذاهم بأنه قد آذنهم بالحرب، وقد أُمِرنا بتوقيرهم وإجلالهم أحياءً وأمواتًا.
وبناءً على ذلك: فإننا نهيب بعموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وبالأئمة الفضلاء والعلماء الأجلاء وبالوزارات المسئولة عن الأوقاف والشئون الدينية في الدول الإسلامية إلى التنبه والتفطن إلى هذه الممارسات الشيطانية والتصدي بكل قوة لهذه الدعوات الهدامة التي ما تفتأ ترفع عقيرتها تارةً وتعبث بمعاولها تارةً أخرى زاعمة أن قبور الصالحين التي بنى المسلمون المساجد عليها شرقًا وغربًا سلفًا وخلفًا - بدءًا بنبيها صلى الله عليه وآله وسلم في روضته الشريفة بالمدينة المنورة، ومرورًا بالصحابة وآل البيت الكرام كسيدنا أبي بصير في جدة البحر، والإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة بأرض مصر، والأئمة المتبوعين كالشافعي والليث بن سعد بمصر، وأبي حنيفة وأحمد ببغداد، وأولياء الله الصالحين كالشيخ عبد القادر الجيلاني الحنبلي ببغداد وأبي الحسن الشاذلي بمصر وعبد السلام الأسمر بليبيا، وعلماء الأمة ومحدثيها كالإمام البخاري في بخارى وابن هشام الأنصاري والعيني والقسطلاني وسيدي أحمد الدردير في مصر، وغيرهم ممن يضيق المقام عن حصرهم- هي من شعائر الشرك وأعمال المشركين، وأن المسلمين إذ فعلوا ذلك فقد صاروا مشركين بربهم سبحانه، ويجعلون التوسل بالأنبياء والصالحين وتعظيم أماكنهم وزيارة أضرحتهم
-وهو ما أطبقت عليه الأمة وعلماؤها جيلا إثر جيل- ضربًا من ضروب الوثنية والشرك، سالكين سبيل الخوارج في تكفير المسلمين وتفسيقهم وتبديعهم، غير عابئين بتراث الأمة ومجدها وحضارتها، فلا يعود المسلم يحس بمجد تاريخي ولا علمي ولا ثقافي ينتسب إليه، ولا يعود يرى سَلَفَه إلا شُذّاذ آفاقٍ مُضلّلين يعبدون غير الله ويشركون به من غير أن يشعروا، فينهار المسلم أمام نفسه ويصغر في عين ذاته؛ وذلك كله جريًا منهم وراء فهم سقيم لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي وردت في المشركين الذين يعبدون غير الله، لا في المسلمين الموحدين الذين يحبون الله ورسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وأولياء الله الصالحين ويكرمونهم أحياءً وأمواتًا، وهذه كلها دعاوى الخوارج؛ يعمدون إلى الآيات التي نزلت في المشركين فيجعلونها في المسلمين، كما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في وصف الخوارج تعليقًا، ووصله الطبري في "تهذيب الآثار" بسند صحيح.
التصدى للممارسات الشيطانية
وعلى المسلمين في كل مكان أن يتصدَّوْا لهذه الدعوات الهدامة وأن يقفوا وقفة رجل واحد لصد عدوان هؤلاء المعتدين ودفع بغي الباغين؛ حتى لا تصير أضرحة الأولياء والصالحين وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومقامات عظماء الأمة وعلمائها وشهدائها أُلْعوبةً بيد كل ناعقٍ منافقٍ أو دعيٍّ فاسق يسول له شيطانه الأثيم التعديَ عليها بمثل هذه الشُّبَه الفاسدة والأغلوطات الكاسدة.
وبعد اعتداء بعض هؤلاء النابتة في الديار المصرية على بعض أضرحة أولياء الله الصالحين: صدر بيان من مجمع البحوث الإسلامية يدين ذلك أشد الإدانة، ويناشد المسئولين أن يتصدَّوْا لهم؛ مؤكدًا على أن هذه التصرفات محرمة شرعًا ومجرمة عرفًا وقانونًا.
كما صدر بيان من وزارة الأوقاف المصرية؛ جاء فيه: أنه خرجت علينا فئة من ذوى المفاهيم المغلوطة لتضل الناس بغير علم وتقوم بالتطاول على الأولياء وأضرحتهم بالحرق والهدم، فحادوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وآذوا مشاعر المسلمين عامة والمصريين خاصة. وأنه قد أجمع علماء الدين الإسلامي في كل عصر على حرمة الاعتداء على أضرحة الصالحين بالإساءة أو الهدم لمخالفة ذلك لروح الشريعة الإسلامية، وأن من يفعل ذلك يسعى في الأرض فسادًا ويحاول إشاعة الفوضى في المجتمع وزعزعة أمن الوطن واستقراره. اهـ.
ولذلك فإنه يجب على ولاة أمور المسلمين في البلاد الليبية وغيرها من البلاد الإسلامية وعلى كل من ولاهم الله أمر المساجد وشئونها وكل من منحهم الله تعالى سلطةً أو قدرةً في منع هذا المنكر وصد ذلك الفساد العريض أن يأخذوا على تلك الأيدي الآثمة التي لا تريد أن تعرف لقبور الصالحين حرمة، ولا أن ترقب في أولياء الأمة إلاًّ ولا ذمة؛ فحسبنا الله ونعم الوكيل.


منع مخطّط الهدم الوهابي للقبّة الخضراء
لا يكاد يمرّ عام الا ويذكّر الوهابيون أنفسهم بالمخطط المبيّت الذي أفصحوا عنه في مناسبات عديدة وخطّوه بأقلامهم فتاوى وخطب ونشرات، وتوعّدوا بتنفيذ هذا المخطط يوماً ما..إنه مخطط هدم القبة الخضراء في مسجد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وإخراج قبره وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من داخل المسجد.
وقد سعى الوهابيون منذ بدء غاراتهم على الديار المقدّسة الى هدم القبة الخضراء والقبر النبوي الشريف ومن ثم إخراج القبر من المسجد. وقد رصد الشيخ عبد الرحمن الجبرتي في (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) ما جرى بعد غزو القوات الوهابية للحجاز. وذكر ما نصّه: في شهر محرم الحرام سنة 1218هـ حضر الشريف عبد الله ابن سرور وصحبته بعض أقاربه من شرفاء مكة وأتباعهم نحو ستين نفرا وأخبروا انهم خرجوا من مكة مع الحجاج وان عبد العزيز بن مسعود (هكذا والصحيح سعود) الوهابي دخل إلى مكة من غير حرب وولّى الشريف عبد المعين أميراً على مكة والشيخ عقيلاً قاضيا وأنه هدم قبة زمزم والقباب التي حول الكعبة والابنية التي أعلى من الكعبة وذلك بعد أن عقد مجلسا بالحرم وباحثهم على ما الناس عليه من البدع والمحرمات المخالفة للكتاب والسنة وأخبروا ان الشريف غالبا وشريف باشا ذهبا إلى جدة وتحصنا بها وانهم فارقوا الحجاج في الجديدة. (ج2، ص585-586).
وفي تفصيل عملية الهدم للقباب المقدّسة، كتب الجبرتي عن شهر رجب الفرد سنة 1120هـ: وفيه وردت الأخبار بأن الوهابيين استولوا على المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم بعد حصارها نحو سنة ونصف من غير حرب بل تحلقوا حولها وقطعوا عنها الوارد وبلغ الاردب الحنطة بها مائة ريال فرانسة فلما اشتد بهم الضيق سلموها ودخلها الواهبييون (هكذا والصحيح الوهابيون) ولم يحدثوا بها حدثا غير منع المنكرات وشرب التنباك في الأسواق وهدم القباب ما عدا قبّة الرسول صلى الله عليه وسلم. (ج3، ص91).
وفيما يخص سرقة ذخائر وهدايا الروضة النبوية قال الجبرتي (حضر الوهابي واستولى على المدينة وأخذ تلك الذخائر فيقال انه عبى أربعة سحاحير من الجواهر المحلاة بالألماس والياقوت العظيمة القدر ومن ذلك اربع شمعدانات من الزمرد وبدل الشمعة قطعة الماس مستطيلة يضيء نورها في الظلام ونحو مائة سيف قراباتها ملبسة بالذهب الخالص ومنزل عليها الماس وياقوت ونصابها من الزمرد واليشم ونحو ذلك وسلاحها من الحديد الموصوف كل سيف منها لا قيمة له وعليها دمعات باسم الملوك والخلفاء السالفين وغير ذلك. (ج3، ص249-250).
وقد أضمر مشايخ الوهابية نيّة هدم القبّة الخضراء وإخراج القبر النبوي وفكانوا لا يكفّون عن تخفيض شأن زيارة قبره الشريف، حتى أن بعضهم قطع على نفسه عهداً بأنه لن يزور قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل هدم القبّه وإخراج قبره الشريف من المسجد.
فقد دعا الشيخ ناصر الدين الالباني في كتابه (تحذير الساجد/ ص/68/69) لهدم القبة الخضراء وإخراج قبر النبي عليه الصلاة والسلام الى خارج المسجد، وذكر بأنه طلب أيام الملك سعود بأن يهدم هذا الوضع القائم ويجعل القبور الثلاثة منفردة عن المسجد .
وكتب الشيخ ابراهيم بن سليمان الجبهان في كتابه (تبديد الظلام وتنبيه النيام.. ص 389) المطبوع بإذن رئاسة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد برئاسة المفتي السابق الشيخ عبد العزيز بن باز تحت رقم 1144/5 بتاريخ 11/7/1400هـ (وإن إدخال قبره ـ أي قبر المصطفى ـ في المسجد ــ أي المسجد النبوي ــ أشد إثماً وأعظم مخالفة) ويضيف بأن (سكوت المسلمين على بقاء هذه البنية لا يصيّرها أمراً مشروعاً).
وذكر الشيخ بن عثيمين في خطبة له مشهورة حين سئل عن بقاء القبة الخضراء، فأجاب (عاد القبة الله يسهّل هدمها).
وقد نذر أهل الحجاز الأوفياء قديماً وحديثاً أنفسهم للدفاع عن مقدّسات المسلمين والأمانة التي شرّفهم الله بالحفاظ عليها، حيث لا زالوا يجهرون بأصوات الرفض لأي مساس بتلك البقاع الشريفة..فقج حافظوا على ما يمكن المحافظة عليه من آثار الإسلام في تلك البقاع الطاهرة، وقد نشرت صحيفة (البلاد) في عددها الصادر في الخامس والعشرين من جمادى الأول 1370هـ ـ الموافق الرابع من مارس 1951م مقالاً بعنوان (مدرسة ومكتبة في الأماكن التاريخية) ورد فيه خبر حصول الشيخ الحجازي عباس قطان على منحة عبارة عن (الأرض البيضاء المعروفة بدار السيدة خديجة زوجة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنها لإقامة مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم على أنقاض هذه الدار..)، كما حصل على منحة أخرى وهي عبارة (المكان الذي ولد فيه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لبناء مكتبة ضخمة يؤمها رواد العلم وطلابه..).
ويعرف مكان المكتبة تاريخياً بموضع المولد النبوي الشريف وتقع المكتبة بشارع القشاشية في شعب علي أو شعب المولد التي تسمى في الوقت الحالي بسوق الليل. وكان الشيخ عباس قطان أمين عاصمة مكة سابقاً يسعى لاقامة مكتبة عامة فاتفق مع أصهاره آل الكردى على شراء مكتبة المرحوم الشيخ ماجد كردى الشهير بالمكتبة الماجدية ونقل محتوياتها الى هذه الدار صيانة للموضع الذي ولد فيه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه من أن يبقى معرضاً للإهمال وتكريماً له بإقامة عمل نافع للناس.
وقد تصاعدت في الآونة الأخيرة دعوات وهابية لاحياء مخطط هدم القبة الخضراء، الأمر الذي استدعى استنفاراً من شرفاء الحجاز من كتّاب وعلماء وأدباء للتصدي لمثل هذه الدعوات الخطيرة التي لا تهدف سوى الى دق إسفين في كرامة الأمة وقيمها الروحية، والنيل من رمزها، سيد الكونين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فقد كتب الاستاذ والكاتب الحجازي عبد الرحمن بن محمد الأنصاري مقالاً في صحيفة (البلاد) في 28 مايو الماضي عبّر فيها عن مشاعر الغضب والحرص على آثار النبوة والإسلام في الديار المقدّسة، وقال ما نصّه:
تابعتُ بشيء من الاهتمام والاستغراب، ما يُثار الآن من الحديث عن القبة الخضراء على أشرف قبرٍ، قبر سول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق رضوان الله عليهما، وإنّي لأعُدّ تناول ذلك وإثارته في هذا الوقت، ثَلْماً في فهم الدين ومقاصده، لدى من يُثير ذلك، وبخاصة عند حديثه عن تلك القبة الشريفة على أنها من البدع والمحرمات والذرائع المؤدية إلى الشرك، وأنّ هدمها وإزالتها مما يتعيّن وجوباً..ذلك أننا لو أخذنا بذلك وسلّمنا به وقبلناه، فإنّ أخذنا له سيكون على أساس منافاته للنهي الوارد في البناء على القبور واتخاذها مساجد، والصلاة إليها بجعلها في قبلة المصلين، وذلك ما لا يكفي في تحقيقه، هدم القبة على القبر الشريف وإزالتها بل ستتبعه دعوةٌ أخرى إمّا لانفصال المسجد عن القبر، أو بانفصال القبر عن المسجد بنبشه ونقله عنها.. وأنا أقول ذلك وأكتبه توصّلاً لما أريد قوله، ومع ذلك فإنّ أوصالي ترتعد من مجرد تصور نبش القبر الشريف.. لقد كان قولاً وإثماً مبيناً، ذلك القول المشكّك في صحة وسلامة استقرار القبر الشريف، في نفس البقعة المطهرة التي اختارها الله له، فمع مصادمة تلك المزاعم التي أُثيرتْ حول القبر الشريف، لإجماع الأمة الذي له صفة العصمة، فإن مجرد الفكر فضلاً عن القول بنقل قبر سول الله صلى الله عليه وسلم من مكانه بنقله خارج مسجده، أو تحويل المسجد عنه، هو فتنة نائمةٌ لا يعلم إلاّ الله المدى الذي كانت ستصل إليه لو استيقظت من سباتها، وقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال لأم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها ما معناه: ( لولا أن قومك حديثي عهد بكفر، لهدمتُ الكعبة وأعدتُ بناءها على قواعد إبراهيم وجعلت لها بابين بابا للدخول وآخر للخروج) الحديث...ومع أن تلك الحداثة بالكفر قد زالت بتغلغل الإسلام في النفوس وعزّته وعزة أهله، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه، أبقوا الكعبة على ما بنتها بها قريش...واليوم يأتي من يتحدث عن ضريح رسول الله صلى الله عليه وسلم في مأرز الإيمان ومنطلقه، ويتحدث حديث عُدوان وجفاء عن القبة الخضراء المنصوبة على ذلك القبر الشريف، فهو بذلك من حيث يعلم أو لا يعلم، يستدرك على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، منذ إضافة بيوت النبي صلى الله عليه وسلم إلى مساحات المسجد النبوي الشريف، وهي فترة كانت حافلة وعامرة بالصحابة والتابعين، وكان “عَمَلُ أهل المدينة “ فيها مُعتبراً ومحتجاً به في العبادات والأحكام، وفهم نصوص الشرع، ومع ذلك فإنّ صوتاً لم يُسْمع لقائل بترديد ما ردده أولئك المتنطعون، الذين لو كان الأمر إليهم، لفعلوا بالإسلام وأهله ما لم يفعله بهم، هولاكو، وجنكيز خان، والتتار...
وأما المضحك المبكي فهو ذلك الحديث عن القبة الخضراء الشريفة والدعوة إلى هدمها.. فهل سبب الدعوة هو أن تلك القبة هي السقف المظلِّل للقبر الشريف، أم بسبب لونها الأخضر المميز، أم لكونها مجرد قبة، والقباب مما لا يجوز بناؤه على القبور؟
والإجابة على تلك التساؤلات والشُّبه هي: أن رسول لله صلى الله عليه سلم ليس كغيره من البشر، فقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن مدفن الأنبياء حيث تُقبض أرواحهم )..وإذا كان البناء على القبور ليس مما يُقرّه الإسلام، فإنه لا أحد ممن يُعتدّ بقوله سيُجادل أو يُماري في أنّ القبر الذي حُفرله عليه الصلاة والسلام ودُفن فيه، إنما كان في جوف حجرة أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها، وهي حُجرة لها سقفٌ ولها باب.. والمعنى: تميّز قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قبور سائر أمته بأنه قبر داخل بناء...ولم يقل أحدٌ من أهل القبلة بهدم سقفه، كما نسمع اليوم عن المطالبات الآثمة ضدّ القبة الخضراء الشريفة على القبر الشريف.
وهنا مسألةٌ توضّح بجلاء أنّ الحديث العدواني عن تلك القبة وبدعيتها المزعومة هو حديث خرافة، فما تمثله تلك القبة اليوم من كونها السقف للقبر الشريف، هو نفسه ما كان يمثّله بالأمس سقف حُجرة أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها المدفون فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم...فالعمارة الإسلامية كانت منذ فجرها وبداياتها الأولى، تتجه إلى تشييد القباب على المساجد ودور العلم، لما في ذلك من الفوائد الصحية والبيئية، فالناس عندما يجتمعون ويتكدسون في حيّز جغرافي محدود المساحة فإنّ حرارة أجسادهم، وما يخرج منها من الأنفاس و الأبخرة، إن لم تجد منفذاً تخرج منه عادت عليهم بالضرر والعدوى، وقد اكتشف المهندسون المعماريون المسلمون في وقت مبكّر أنّ جعل القباب سُقُفاً للمساجد ودور العلم هو المهرب والموئل لتلك الحرارة والأبخرة التي تنبعث من الناس داخلها، ومن أجل ذلك كانت التوسعة العثمانية للمسجد النبوي، كلها قباب، بما فيها القبة الشريفة على القبر الشريف المميزة فقط عن بقية القباب بشيئين: لونها الأخضر، وانفرادها، إذ ليست كبقية قباب المسجد المتصلة، واليوم كل التوسعات الحديثة التي شهدها الحرمان الشريفان، اتُّبع فيها أسلوب القباب، مراعاة لذلك الذي سبق ذكره.
والسؤال: لماذا إثارة ذلك القول البغيض عن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت.. أفلا يسع متنطّعي اليوم، ما وسع علماء الأمة وأولي الأمر فيها منذ فجر الإسلام وحتى اليوم؟!
من جهة ثانية، طالب الكاتب الدكتور زيد الفضيل أمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بأن يتدخل ويعيد القبة الخضراء إلى الشعار الثقافي والتاريخي للمدينة المنورة لمناسبة “المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية 2013م”، وقال في مقالة نشرته صحيفة (المدينة) في 31 مايو الماضي بعنوان “نداء إلى أمير المدينة: رمزية القبة الخضراء في ثقافتنا”. وقال بأن المدينة ما كانت لتكون، وما كان ليعلو شأنها، ولتصبح منورة، لولا شرف وجود سيد السادات، وخاتم الأنبياء والمرسلين.. وكتب ما نصّه:
أثار إقرار اللجنة المكلفة باختيار خارطة العالم الإسلامي بديلاً للقبة الخضراء، كشعار للمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، الكثير من الشجى والحزن في نفوس الكثرة الكاثرة من محبي المدينة وعاشقوها على ساكنها وآله أفضل الصلوات وأتم التسليم. ذلك أن القبة الخضراء التي باتت رمزًا خالدًا للمسجد النبوي بما يمثله من قيمة روحية كبرى، وما يعكسه من أهمية دينية وتاريخية واجتماعية، قد تم تغييبها عن أهم شعار للمدينة المنورة خلال الفترة المقبلة. وواقع الحال وبمنأى عن الخوض في الجدال العقيم الذي يستأنس له بعض المتنطعين، الذين غرر بهم الشيطان فقذفوا المسلمين بتهم الشرك، وعمدوا إلى تبديع الأمة وتفسيقها، لمجرد وجود القبة الخضراء فوق بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل الأدهى والأمر حين عمد البعض منهم إلى المناداة بهدمها، لما في بقائها من شرك وبدعة بحسب آرائهم المتنطعة، دون أخذ بالاعتبار لموضوع إقرار الكثير من العلماء والفقهاء لمشروعية وجود بناء القبة الخضراء كسقف لبيت النبي، ودون وعي بأن الأمة لا تجتمع على ضلالة، ودون إدراك حقيقي لمعنى وقيمة الأشياء ودلالاتها المعنوية والمادية؛ بمنأى عن كل ذلك أحب أن أذكر نفسي والجميع بأن المدينة ما كانت لتكون، وما كان ليعلو شأنها، ولتصبح منورة، لولا شرف وجود سيد السادات وخاتم الأنبياء والمرسلين وأفضل الناس أجمعين بها، فله تهوي الأفئدة زائرة مسلمة، وتصلي عليه بأمر ربها راضية مستبشرة، وقد ارتجى كل أحد فينا شفاعته ومجاورته في أعلى عليين، وما كانت لتكون لولا روضته ومسجده الشريف، الذي تتزاحم النفوس شوقًا إلى الصلاة فيه، فكيف نتغافل عن القبة الخضراء التي ترمز إلى كل ذلك حين يتم تدشين شعار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية، وأي ثقافة إسلامية لا يكون النبي حاضرًا في وجدانها وشعارها، ثم كيف سنواجه العدو الصهيوني في صراعنا اليوم معه حول مسألة الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية لمدينة القدس الشريف، التي يُرمز إليها بقبة المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ونحن من أسقط القبة الخضراء من ذاكرة تاريخنا الإنساني، لاسيما إذا ما أدركنا أن المناسبة ستنتهي لكن شعارها سيبقى على مر التاريخ، دليلا على تهاوننا في لحظة تاريخية معينة. بقي لي أن أنادي سمو أمير المدينة المنورة راجيًا منه أن يتدخل ويعيد القبة الخضراء إلى الشعار الثقافي والتاريخي للمدينة المنورة، حفاظا على روح المدينة التي يتشرف اليوم برعايتها نيابة عن ولي الأمر، ومنعًا لأي فتنة قد تحدث من قبل بعض المتنطعين، وقطعًا على العدو الإسرائيلي من أن يجعل من هذا الحدث متكأ له لتهميش قبة المسجد الأقصى والصخرة وإغفالهما من أي شعار ثقافي مستقبلي.
واستنكر المفكر الإسلامي والباحث التاريخي في المدينة المنورة الأستاذ عاصم حمدان إزالة القبة الخضراء لحضرة النبي محمد صلى الله عليه واله من شعار (المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية) في العام القادم 2013م،واستبداله بخريطة العالم الإسلامي، وذلك من خلال رسالة وجهها إلى معالي الدكتور محمد علي العقلا رئيس اللجنة العليا للاحتفال بالمدينة كعاصمة للثقافة الإسلامية.
واعتبر الحمدان شعار القبة هو الشعار الرسمي للمدينة المنورة من الدولة السعودية وكذلك على مدى تاريخ الأمة الإسلامية ولا يمكن إلغاء ذلك بأي حال من الأحوال.
وقال الحمدان في رسالته: (نعم لم نسمع اعتراضاً من كبار مشائخنا على هذا الأمر فكيف يأتي بآخرة كما سمعت من يعترض على ظهور القبة الخضراء القائمة منذ قرون إسلامية عديدة وأصبحت رمزا على مثوى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضي الله عنهما).
وقد استنجد الكاتب محمد معروف الشيباني بالامير عبد العزيز بن ماجد عندما قال له.. نستنجد اليوم وعيَ (أميرِ عاصمةِ الدولةِ الإسلاميةِ كلِّها يوماً ما).
الكاتب الشيباني قال إستنجاده في مقاله المنشور في 31 مايو الماضي بصحيفة (البلاد) اثر قيام بعض اعضاء اللجنة المكلفة باختيار شعار المدينة المنورة كعاصمة للثقافة الاسلامية بازالة القبة الخضراء من الشعار ..قائلاً انهم لم يفكروا كيف إن امراً مثل هذا سيحرج السعودية ايما احراج أمام العالم الاسلامي.
وقال الشيباني موجها كلامه لاعضاء اللجنة أنهم لم يستَحضروا إجابةَ سائلٍ مغرِضٍ يستهدف إحراج السعودية: (أَتَزْدرونَ القُبّةَ الخضراء؟أَتُخْجِلُكُم مكانتُها؟.لِمَ لا تُزيلوها كلّيّةً؟). وأكّد أنهم أيضا (لن يجدوا جواباً..و سيُحيلوا الأزمة التي ابتكروها للحُكْمِ، لأنهم أولياءُ مدارسهِم و جامعاتِهم و كراسيهِم).
المقال جاء على خلفية قيام اللجنة المكلفة بدعم مشروع المدينة عاصمة للثقافة الاسلامية، بازالة القبة الخضراء من الشعار، إثر اصرار بعض اعضاء اللجنة المتشددين الذين يرون ان القبة لاتناسب معتقادتهم الخاصة.
وعاد الشيباني ليذكّر بخطورة الموضوع مرة أخرى وكتب في اليوم التاي مقالاً بعنوان (مرة أخرى (القبّةَ الخضراء).!) وكتب ما نصّه:
نعم..قررها بجرَّةِ قلم باستبعادها من (شعارِ) احتفالية المدينة المنورة كعاصمةٍ للثقافة الاسلامية.
و هذا يعيد للطرح البَوْنَ الشاسع بين (الحُكْمِ) بوعيِه وصيانتِه وحدةَ المسلمين و بين غيره من المسؤولين الذّائدين عن كراسيهم.
بعض رجال (الحكومة) يُفترض أنهم امتداد عمليٌ لمنهجِها، لا (مُستَحدِثونَ) لمآزقَ و مزالقَ في غِنى عنها.
تَناسوا شعاراتِ الغوغاء أمام سفارتنا بمصر مؤخراً..ما فكّروا لو تكررت غداً بكل عاصمة..ما استَحضروا إجابةَ سائلٍ مغرِضٍ يستهدف إحراج السعودية Sadأَتَزْدرونَ القُبّةَ الخضراء.؟.أَتُخْجِلُكُم مكانتُها.؟.لِمَ لا تُزيلوها كلّيّةً.؟.). لن يجدوا جواباً..و سيُحيلوا (الأزمة) التي ابتكروها (للحُكْمِ)، لأنهم أولياءُ مدارسهِم و جامعاتِهم و كراسيهِم.
نستنجد اليوم وعيَ (أميرِ عاصمةِ الدولةِ الإسلاميةِ كلِّها يوماً ما)..الذي (طولِبَ) جَدُّه من قبلُ بإزالةِ (الخضراء) فكان رده أبلغ..و ما غيَّر ذلك من عقيدته و لا منهجِه شيئاً.
لا تَزيدوا أزماتِ الوطن..قليلاً من الحكمة..فمعظمُ النار من مُستَصغرِ الشرر
هذا بعض ما نقلناه لكم من أحداث وأخبار حول الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فتاوى ومقالات حول الأضرحة والأولياء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ الونشريس مقصد الشرفاء والأولياء
» فتاوى اسلام ويب 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أشراف وسادة الونشريس وبني بوعتاب :: أنساب و آل البيت :: عاداتنا و أعرافنا وتقاليدينا-
انتقل الى: