دور قبيلة بني هاشم في نصرة الإسلام

ما دور قبيلة بني هاشم في ظهور الاسلام وانتصاره؟ لماذا حصرت قريش والعرب هذه القبيلة في شعاب أبي طالب؟ ماذا قدمت هذه القبيلة من مجاهدين وأبطال وعلماء للأمة عبر تاريخها الطويل؟ لماذا كان بعض المسلمين والعرب يريدون اجتثاث هاته القبيلة بعد وفاة الرسول؟ لم تظلم ويرتكب في حقها من الجرائم في التاريخ مثل ما ارتكب في حق بنو هاشم فما هي الاسباب والدواعي لذلك وما نتائجها على الأمة والدين؟
بنو هاشم قبيلة شريفة بل من أشرف قريش وسادتها من بين أكثر من عشرين (20) قبيلة قرشية منها بنو أمية وبنو عبد الدار...
أخرج مسلم قال قال رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام :
( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم).
وكانت قريش ترسل رحلتين للتجارة شتاءا لليمن وصيفا للشام، وكانت لهم أسواقا منها سوق عكاظ يتسابقون ويتنافسون في الشعر حيث كانت المعلقات السبع وأشعرهم أمرؤ القيس، وكانت بينهم أحلاف وتحالفات منها حلف الفضول، وكانت بينهم حروبا وغارات منها حرب البسوس بين بكر وتغلب (40) سنة، وحرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان، وكانت مماليك وإمارات منها مملكة سبأ وحمير وإمارة الغساسنة والمناذرة، عباداتهم كانت على ملة إبراهيم الخليل وأهل الكتاب والوثنيين مثل عبدة الملائكة والجن والنجوم والأصنام وغيره، وكانت أعظم قبيلة وأشرفها على الإطلاق قبيلة بني هاشم ولذلك كانت محسودة على مكانتها وشرفها في خدمة الزوار والحجيج للكعبة المشرفة على بانيها أفضل السلام . لقد كان قصي بن كلاب أميرا على مكة فنظمها وقادها بحكمة ووضع مهام لتسيير الكعبة سميت (مكارم) ومنها السقاية والعمارة وحلون النفر لبني هاشم وأما العقاب لبني أمية والرفادة لبني نوفل، واللواء والسدانة والحجابة لبني عبد الدار، وكانت دار الندوة تعقد فيها الاجتماعات لكل قبائل قريش، وكانت المشورة لبني أسد، أما الأشناق (الديات) فكانت لبني تيم، والقبة والأعنة ( مخزن السلاح) لبني مخزوم، والسفارة لبني عدي، وبعد الإسلام أصبحت كل هذه المكارم بيد بني هاشم مما جعل القبائل الأخرى تعاديها. وما أن جاء سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بالإسلام حتى زادت واتسعت عداوة قبائل قريش لبني هاشم بسبب دعوة النبي، فحاصروهم وقاطعوهم إلا شيخ قبيلة بني هاشم أبوطالب الذي دافع عن الدعوة الإسلامية وصاحبها وانتصر له بدل الإنتصار لقريش الكافرة، فكان سيدنا أبوطالب سيفا وسدا منيعا للنيل من صاحب الدعوة إلى أن توفي عليه رحمة الله ورضوانه ولذلك حزن النبي الكريم على موته كثيرا وعامة المسلمين وسمي ذلك العام بعام الحزن.
كما لا ننسى حصار بني هاشم في شعاب مكة لمدة (3) ثلاث سنوات كاملة ولما وقع لهم بعد وفاة أواستشهاد النبي الكريم من تقتيل وتشريد وتهجير قصري من وطنهم الحجاز إلى بقاع العالم، لا لسبب سوى لأنهم من بني هاشم ومن أهل بيت النبي وذريته وعترته الطيبة الطاهرة.
وهذا ما نعرفه من خلال تاريخ بني هاشم وأهل البيت فيما بعد إلى يومنا هذا من خلال هذا الكتاب ( أجدادي عبر التاريخ ). قيل في قريش:
ذكرت قريش باسمها في القرآن الكريم: ( لإيلاف قريش ).
وقال النبي الخاتم فيهم:
( قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا من قريش ولا تعلموها، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله تعالى ).
ودخل النبي بيتا فقال: ( هل في البيت إلا قرشي؟ فقالوا : لا إلا ابن أخت لنا فقال : ( ابن أخت القوم منهم، إن هذا الأمر في قريش ما إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا قسموا أقسطوا، ومن لم يفعل ذلك منهم؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ).
وقال عليه وآله السلام: ( الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم ).
وقال أيضا: ( إن الله اصطفى كنانة من ولدِ إسماعيل. واصطفى قريشًا من كنانة. واصطفَى من قريش بني هاشم. واصطفاني من بني هاشم ).
وقال : ( فضل الله قريشا بسبع خصال، فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبد الله إلا قريش، وفضلهم بأنهم نصرهم يوم الفيل وهم مشركون، وفضلهم بأنهم نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين وهي لإيلاف قريش، وفضلهم بأن فيهم النبوة، والخلافة (الإمامة والحكم)، والحجابة، والسقاية ). وكان الخلافة الأربعة كلهم من قريش باتفاق الصحابة والدولة الأموية والدولة العباسية والدولة الإدريسية والفاطمية والدولة السعدية والدولة السنوسية الليبية ودولة بني حمود بمالقة والدولة المهدية بالسودان والمملكة الحجازية الهاشمية والمملكة الاردنية والمملكة العراقية والدولة العلوية بالمغرب الأقصى والإمارة الجزائرية القادرية.